أهل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أو آل بيته الكرام، هم خاصة الرسول الأعظم والأقرب من أقربائه، وهم من وصفهم كتاب الله تعالى بأنّهم المطهرين، فقال تعالى: " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا "، كما وذكرهم رسول الله الأعظم في عدد من الأحاديث النبّوية الشريفة، وأوصى بهم، وهم جماعة لهم قدرهم عند كافّة الطوائف التي تنتمي إلى الديانة الإسلامية. وتعرّض آل البيت الكرام على امتداد التاريخ إلى العديد من المحن والمصائب، كتلك التي تعرّض لها جدهم الأعظم رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، واستطاعوا من خلال الثبات إعطاء دروس لكافّة أبناء هذه الأمة المرحومة التي ما فتأت تبحث عن أمثلة يُحتذى بها في الأوقات المظلمة.
وقع الاختلاف بين العلماء في تعريف من هم أهل البيت الكرام الذين اختصهم الله تعالى بهذه الصفات والخصال الحميدة، وهذا الاختلاف لم يكن فقط ما بين علماء السنة وعلماء الشيعة أو باقي علماء الطوائف، بل شمل أيضاً علماء المذهب الواحد نفسهم، فقد وقع الخلاف في تعريف أهل البيت بين علماء الطائفة الواحدة، ومن هنا فقد كان هناك العديد من التعاريف المختلفة منها تعريف أهل البيت بأنّهم علي بن أبي طالب وزوجته الزهراء بنت محمد – صلى الله عليه وسلم – وابنيهما الحسن بن علي والحسين بن علي – رضي الله عنهم جميعاً -.
وهناك رأي بأنّ أهل البيت هنَّ زوجاته – صلى الله عليه وسلم – وحدهنَّ، في حين كان الرأي الثالث يقول أنّ أهل البيت هم كل بني هاشم من الذكر، في حين قال أحدهم أن أهل البيت هم رحم الرسول الأعظم، وكما قيل أيضاً أنّ أهل البيت هن نساؤه وكل من ينتمي إلى بني هاشم من الذين كانوا قد منعت عنهم الصدقات.
أهل السنّة قالوا أنّ أهل البيت هم بنات الرسول وصهره وزوجاته – رضي الله عنهم جميعاً -، أمّا الشيعة فقالوا أنّ أهل البيت هم من منعت عنهم الصدقات وحرموا من أخذها، وهذا هو معنى أهل البيت العام، أمّا المعنى الخاص لأهل البيت فهم الذين ذكرهم الله تعالى في الآية الكريمة المذكورة سابقاً.
أهل البيت لا يجب أن يكونوا محل خلاف بين المسلمين، بل يجب أن يكونوا محل اتّفاق بين كافّة المسلمين، فهم خاصة النبي – صلى الله عليه وسلم – وهم من يحملون صفاته الكريمة وهم من أكملوا مسيرته الشريفة وحمل رسالة الحق من بعده إلى جانب باقي الصحابة – رضوان الله عليهم جميعاً -.
المقالات المتعلقة بمن هم آل البيت